التهاب الكبد C المزمن
التهاب الكبد الوبائي C (HCV) هو عدوى فيروسية تصيب الكبد وتسبب التهاباً مزمناً في بعض الحالات. يعتبر التهاب الكبد الوبائي C من بين أحد أكثر الأمراض شيوعاً وخطورة في العالم، حيث يمكن أن يؤدي إلى تلف كبير في الكبد والإصابة بأمراض خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.تنتقل عدوى فيروس التهاب الكبد C عن طريق الاتصال المباشر بالدم الملوث، كما يمكن أيضاً نقلها عن طريق ممارسة الجنس الغير آمن أو استخدام مشترك لأدوات الحقن، مثل الإبر وأدوات الحلاقة. يمكن أن تظل العدوى مدى الحياة في بعض الأحيان، وتتطور إلى التهاب كبدي مزمن.معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي C لا يعانون من أي أعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع مرور الوقت، قد تتطور العدوى إلى تلف في الكبد مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل التعب المستمر، فقدان الشهية، ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن.على الرغم من الخطورة الكبيرة للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C المزمن، فإن هناك تقدما كبيرا حدث في علاجه خلال السنوات الأخيرة. تتضمن الخيارات العلاجية الحالية الأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن أن تساعد في تدبير العدوى وتقليل خطر التطور إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
يصبح التهاب الكبد C الحاد مزمنا عند حوالى 75٪ من الأشخاص المصابين بالعدوى.
يقدر أن حوالى 2.4 مليون شخص في الولايات المتحدة كانوا مصابين بالتهاب الكبد المزمن C في الفترة بين 2013 و 2016.تشير الإحصائيات إلى أن 71 مليون شخص حول العالم يعانون من التهاب الكبد C المزمن.
يؤدي إهمال علاج التهاب الكبد C المزمن إلى حدوث تشمع الكبد عند حَوالى 20 - 30٪ من الأشخاص.إلا أن حدوث تشمع الكبد قد يستغرق عشرات السنين.ولا يزداد خطر الإصابة بسرطان الكبد عادة إلا عند وجود إصابة بتشمع الكبد.
وتمثل الأدوية الحديثة المضادة للفيروسات الخيار العلاجي الأمثل للأشخاص المصابين بعَدوى التهاب الكبد C المستمر، والمعروف بعَدوى التهاب الكبد C المزمن. وغالبا تتمكن هذه الأدوية من علاج التهاب الكبد C المزمن.
ولكن لا يعلم كثير من المصابين بالتهاب الكبد C أنهم مصابون به. ويرجع ذلك في الأساس إلى أن الأعراض يمكن أن تستغرق عشرات السنين للظهور. لذا توصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بفحص جميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 79 عامًا للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد C.
وينصح بهذا الفحص للجميع، حتى أولئك الذين لا يشكون من أعراض أو لديهم مرض كبدي معروف.
أعراض التهاب الكبد المزمن C
تكون الأعراض النوعية الأولى مشابهة لأعراض تشمع الكبد أو مضاعفاته في كثير من الأحيان.يمكن أن تنطوي هذه الأَعراض على
..تضخم الطحال
..الميل إلى حدوث نزف (اعتلال خثري)
..تظهر الأوعية الدموية الصغيرة الشبيهة بالعنكبوت (ورم وعائي عنكبوتي) في الجلد.
..اصفرار الجلد الذي يسمى اليرقان. قد يظهر ذلك بشكل ملحوظ لدى أصحاب البشرة البيضاء. وكذلك اصفرار بياض العين لدى أصحاب البشرة البيضاء والسوداء والبنية.
..الارتباك والنعاس وتداخل الكلام، ويعرف ذلك بالاعتلال الدماغي الكبدي.
..ظهور أوعية دموية تشبه العنكبوت على الجلد وتسمى الأورام الوعائية العنكبوتية.
..الإرهاق
..فقدان الشهية
تتدهور وظيفة الدماغ لأن الكبد المتضرر بشدة يعجز عن إزالة المواد السامة من الدم كما يفعل عادة.ثم تتراكم هذه المواد في الدم وتصل إلى الدماغ.يقوم الكبد بإزالتها من الدم عادة، ويفككها، ثم يطرحها كمنتجات ثانوية غير ضارة في الصفراء (السائل الأصفر المخضر الذي يساعد في الهضم) أو الدم (انظر: وظائف الكبد).يمكن أن يمنع علاج الاعتلال الدماغي الكبدي تدهور وظائف الدماغ من أن يصبح دائما.
التهاب الكبد C الحاد لا يتحول إلى مزمن دائما. يتمكن بعض الأشخاص من التخلص من عدوى الالتهاب من أجسامهم بعد المرحلة الحادة. ويُطلق على ذلك التخلص التلقائي من الفيروس. يساعد العلاج المضاد للفيروسات أيضًا على التخلص من التهاب الكبد C الحاد.
اسباب التهاب الكبد المزمن C
تتسبب عدوى فيروس التهاب الكبد C (HCV) في التهاب الكبد المزمن. يمكن أن تحدث العدوى بفيروس HCV نتيجة لاتصال مباشر بالدم المصاب، وتشمل الأسباب الرئيسية للإصابة بالتهاب الكبد المزمن C ما يلي:
مشاركة أدوات الحقن: استخدام الإبر الملوثة أو مشاركة أدوات الحقن مع شخص مصاب بفيروس HCV يمثل خطراً كبيراً على الإصابة بالعدوى.
نقل الدم: في الماضي، كانت عمليات نقل الدم والمنتجات الدموية الغير موثوقة هي أحد أسباب انتشار التهاب الكبد المزمن C، لكن الفحوصات المحسنة للدم في الوقت الحالي قللت من هذا الخطر بشكل كبير.
الجنس غير الآمن: على الرغم من أن انتقال فيروس HCV عن طريق الجنس نادر، إلا أن العلاقات الجنسية غير الآمنة مع شريك مصاب يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
استخدام المخدرات المحقونة: استخدام المخدرات المحقونة بطرق غير نظيفة أو مشاركة أدوات التحقين يمكن أن يؤدي إلى نقل العدوى بفيروس HCV.
يسبب فيروس الكبد C عدوى التهاب الكبد C (HCV). تنتشر العدوى عندما يدخل الدم الملوث بالفيروس إلى مجرى الدم لدى الشخص السليم.
توجد عدوى التهاب الكبد C في جميع أنحاء العالم في عدة أشكال، تسمى الأنماط الجينية. توجد سبعة أنماط جينية و67 من الأنماط الفرعية. النمط الجيني الأكثر شيوعًا لالتهاب الكبد C في الولايات المتحدة هو النمط الأول.
يتبع التهاب الكبد C المزمن المسار نفسه بغض النظر عن الأنماط الجينية للفيروس المسبب للعدوى. لكن يمكن أن يختلف العلاج حسب الأنماط الجينية الفيروسية. مع ذلك، يمكن أن تعالج الأدوية الحديثة المضادة للفيروسات العديد من الأنماط الجينية.
تشخيص التهاب الكبد الفيروسي C
تشخيص التهاب الكبد الفيروسي C (HCV) يتطلب عدة خطوات، ويشمل العديد من الفحوصات والاختبارات الطبية. إليك نظرة عامة على الخطوات الرئيسية لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي C:
فحص الدم للفحص الأولي: يتم تشخيص التهاب الكبد C عادةً من خلال فحص دم للبحث عن وجود أجسام مضادة ضد فيروس HCV. إذا كانت الأجسام المضادة موجودة في الدم، فهذا يشير إلى وجود تعرض سابق لفيروس HCV. ومع ذلك، يجب إجراء اختبار إضافي للتأكد من وجود العدوى النشطة.
اختبار PCR للكشف عن الفيروس: يتم استخدام اختبار PCR (بوليميراز الانتشار المتسلسل) للكشف المباشر عن وجود الفيروس في الدم. يمكن أن يحدد هذا الاختبار مستوى التهاب الكبد والعدوى النشطة.
تقييم وظائف الكبد: يمكن أن تشمل هذه الفحوصات فحوصات الدم المعملية لتقييم وظائف الكبد، مثل مستويات إنزيمات الكبد مثل AST وALT، ومستوى بيليروبين في الدم.
التصوير الطبي: قد يُطلب من المريض إجراء فحوصات التصوير الطبي مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الكبد واكتشاف وجود تليف أو تغيرات هيكلية أخرى.
تحديد الجينوتيب: يمكن أن يُجرى تحليل لتحديد النمط الجيني لفيروس HCV، والذي يمكن أن يؤثر على اختيار العلاج.
يبدأ فحص التهاب الكبد المزمن باختبارات الدم عادةً لتحديد مدى كفاءة عمل الكبد وما إذا كان متضررا (اختبارات الكبد).تشتمل اختبارات الكبد على قياس مستويات إنزيمات الكبد والمواد الأخرى التي ينتجها الكبد.حيث يمكن لهذه الاختبارات أن تساعد على وضع تشخيص التهاب الكبد C المزمن أو استبعاده وتحديد شدة الضرر الذي أصاب بالكبد.
إذا كانت الاختبارات تشير إلى التهاب الكبد، يقوم الأطباء بإجراء اختبارات دموية أخرى للتحري عن فيروسي التهاب الكبد B وC.يمكن لكلا الفيروسين أن يسبب التهاب الكبد المزمن.يمكن لاختبارات الدم هذه كشف أجزاء من فيروسات معينة (مُستضدات)، وأجسام مضادة نوعية ينتجها الجسم لمحاربة الفيروس، وأحيانًا المواد الجينية (RNA أو DNA) للفيروس.يؤدي اشتباه الأطباء الكبير في عدم وجود إصابة إلَّا بالتهاب الكبد C المزمن، فيمكنهم الاقتصار على إجراء اختبارات الدم لهذا الفيروس.
بناء على نتائج هذه الفحوصات والاختبارات، يمكن للطبيب تشخيص التهاب الكبد الفيروسي C ووضع خطة علاجية مناسبة إذا لزم الأمر. تشمل خيارات العلاج الحالية أدوية مضادة للفيروسات التي يمكن أن تساعد في السيطرة على العدوى وتقليل التهاب الكبد ومضاعفاته.
الوقاية من التهاب الكبد C
الوقاية من التهاب الكبد C مهمة للحد من انتشار الفيروس وتقليل خطر الإصابة به. إليك بعض الإجراءات الهامة للوقاية من التهاب الكبد C:
..تجنب التعرض للدم الملوث: يجب تجنب مشاركة أدوات الحقن مع الآخرين وتجنب استخدام الإبر المستعملة مسبقاً. كما يجب اتباع الإجراءات الوقائية المناسبة في المجالات الطبية والصحية لتجنب التعرض للدم الملوث.
..توخي الحذر بشأن ثقب الجسم والوشم. لإجراء ثقب الجسم أو الوشم، ابحث عن متجر يشتهر بالنظافة. واطرح أسئلة حول كيفية تنظيف المعدات. وتأكد من أن الموظفين يستخدمون إبرًا معقمة. وإذا لم يجب الموظفون عن أسئلتك، فابحث عن متجر آخر.
..الحصول على لقاح لفيروس الكبد B: إذا كنت غير مصاب بفيروس الكبد B، فإن الحصول على لقاح لهذا الفيروس يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الكبد C، لأن الفيروسين قد ينتقلان عن طريق نفس السبل.
..الفحص الدوري: ينبغي على الأشخاص الذين يعتقدون أنهم معرضون لخطر الإصابة بالتهاب الكبد C أو الذين يظهرون عوارضاً غير معتادة أن يخضعوا للفحوصات الدورية للكشف المبكر والعلاج الفوري إذا لزم الأمر.
..ممارسة الجنس بطريقة أكثر أمانا. تجنب ممارسة الجنس من دون استخدام وسيلة حماية مع أي شخص تجهل حالته الصحية. ولا تمارس الجنس مع أكثر من شخص. فالأزواج الذين يمارسون الجنس مع بعضهم البعض فقط تنخفض مخاطر إصابتهم بالتهاب الكبد C من خلال الجنس.
الوقاية هي الأفضل دائمًا، وباتباع هذه الإجراءات الوقائية يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب الكبد C والحد من انتشار الفيروس.