التهاب الكلى
التهاب الكلى هو حالة تتسم بالتهيج والتورم في الكلى، ويعتبر التهاب الكلى من الحالات الطبية الخطيرة التي تتطلب علاجا فوريا. يمكن أن يحدث التهاب الكلى نتيجة للعديد من الأسباب، بما في ذلك العدوى البكتيرية، والأمراض المناعية الذاتية، والمشاكل الهيكلية في الكلى.وعدوى الكلية أحد أنواع عدوى الجهاز البولي. قد تظهر عدوى الكلية في الأنبوب الذي يحمل البول من الجسم (الإحليل) أو في المثانة. ويمكن أن تنتقل العدوى إلى إحدى الكليتين أو كلتيهما. يُطلق على عدوى الكلية أيضا اسم التهاب الحويضة والكلية.ويعد التهاب الكلى، أو ما يسمى أيضا بالتهاب الحويضة والكلية ، أحد أنواع الالتهابات التي تصيب الجهاز البولي، والذي يتمثل بحدوث عدوى بكتيرية أو فيروسية في إحدى الكليتين أو كلاهما. من أعراض التهاب الكلى قد تشمل الحمى، والألم في الجانبين السفليين من الظهر، والتعب، والقلق، وفقدان الشهية. قد يُصاحب ذلك أيضًا ظهور الدم في البول، والتبول المؤلم أو المتكرر.يعتبر التشخيص المبكر للتهاب الكلى أمرا هاما للعلاج الناجع ولتجنب المضاعفات الخطيرة. يشمل تشخيص التهاب الكلى فحص البول، وفحص الدم، وصور الأشعة التلفزيونية مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى عمل اختبارات لوظائف الكلى.تتوجه خطط العلاج لتهاب الكلى نحو معالجة السبب الجذري للالتهاب وتخفيف الأعراض. وتشمل العلاجات عادة استخدام المضادات الحيوية للسيطرة على العدوى، والأدوية المضادة للالتهابات لتخفيف الألم والتورم، وفي حالات متقدمة قد تتطلب العلاجات الأخرى مثل العلاج بالغسيل الكلوي.وتحتاج عدوى الكلية إلى تدخل علاجي عاجل. يمكن أن تسبب العدوى ضررا دائمًا للكليتين إذا لم تعالج علاجًا صحيحا. أو قد تصل البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب عدوى خطيرة.
اسباب التهاب الكلى
يمكن للبكتيريا التي تدخل المسالك البولية عبر الإحليل أن تتكاثر وتنتقل إلى الكلى. وهذا هو السبب الأكثر شيوعا للإصابة بعدوى الكلى.
يمكن أيضا أن تنتشر البكتيريا من عدوى في جزء آخر من الجسم عبر مجرى الدم إلى الكلى. في حالات نادرة، يمكن أن يسبب المفصل الاصطناعي أو صمام القلب المصاب عدوى الكلى.
يمكن أن يحدث التهاب الكلى نتيجة لعدة أسباب مختلفة، ومن بين هذه الأسباب:
العدوى البكتيرية: يعد التهاب الكلى الناتج عن العدوى البكتيرية، مثل التهاب المسالك البولية، من أسباب شائعة للتهاب الكلى. يمكن أن تتسبب البكتيريا في الانتشار من المثانة إلى الكلى، مما يؤدي إلى التهابها.
الأمراض المناعية الذاتية: تتضمن الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتهاب الكلى اللوبي والتهاب الكلى الغشائي. في هذه الحالات، يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الكلى، مما يسبب التهابا وتلفا.
الأمراض الهيكلية: تشمل هذه الأمراض تشوهات الجهاز البولي مثل التضيقات الحالبية والحصى الكلوية. يمكن أن تسبب هذه الحالات تدفقًا غير طبيعيًا للبول وتراكمًا للبكتيريا، مما يؤدي إلى التهاب الكلى.
الأدوية والمواد الكيميائية: بعض الأدوية والمواد الكيميائية يمكن أن تتسبب في التهاب الكلى كتفاع رد فعل جسمي. على سبيل المثال، بعض الأدوية المستخدمة في علاج الضغط العالي والتهابات المفاصل قد تسبب تأثيرًا ضارًا على الكلى.
التداخلات الجراحية أو الإجراءات الطبية: قد تحدث التهابات في الكلى نتيجة للجراحات البولية أو الإجراءات الطبية التي تشمل إدخال الأنابيب أو الأجسام الغريبة إلى الجهاز البولي.
غالبا ما تكون بكتيريا الإشريكية القولونية المسبب الرئيسي لحدوث عدوى الكلى. لكن، يمكن للأنواع الأخرى من البكتيريا أو الفيروسات أيضًا أن تسبب التهابات الكلى.أما حول كيفية وصول هذه البكتيريا إلى المثانة وتسببها بالتهاب المثانة، ومن ثم التهاب الكلى، فهناك عدة احتمالات لذلك، والتي تتضمن انتقال البكتيريا من الأمعاء إلى الأعضاء التناسلية أثناء الجماع أو وصول البراز عن طريق الخطأ إلى مجرى البول أثناء المسح بورق التواليت بعد التبرز.أيضا، يمكن أن يحدث التهاب الكلى نتيجة لأسباب أخرى، منها انتقال البكتيريا المسببة لعدوى في مكان آخر في الجسم إلى مجرى الدم ووصولها إلى الكليتين أو بعد إجراء عملية جراحية في المثانة أو الكلى.
اعراض التهاب الكلى
تتنوع الأعراض التي قد تظهر مع التهاب الكلى حسب سبب التهاب الكلى وشدته. ومن بين الأعراض الشائعة يمكن أن تشمل:
الألم في الجانبين السفليين من الظهر: يمكن أن يكون الألم شديدًا ومستمرًا في منطقة الكلى ويمتد أحيانًا إلى البطن.
الحمى والقشعريرة: قد يعاني المصابون بالتهاب الكلى من حمى مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة والقشعريرة.
تغيرات في البول: قد يصاحب التهاب الكلى تغيرات في البول مثل ظهور الدم في البول (هماتوريا)، والتبول المؤلم (ديسوريا)، والتبول المتكرر، والشعور بحاجة ملحة للتبول.
التورم: قد يشعر المصابون بالتهاب الكلى بالتورم في الوجه واليدين والقدمين نتيجة لتراكم السوائل في الجسم (الاحتباس السائل).
التعب والإرهاق: قد يعاني المصابون بالتهاب الكلى من التعب والإرهاق بشكل مستمر.
فقدان الشهية والغثيان والقيء: قد يصاحب التهاب الكلى فقدان الشهية وشعور بالغثيان والقيء.
ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يسبب التهاب الكلى ارتفاعًا في ضغط الدم.
تغيرات في وظائف الكلى: قد يتسبب التهاب الكلى في تغيرات في وظائف الكلى، مما يؤدي إلى تراكم السموم والفضلات في الجسم.
...القشعريرة
...الشعور بحرقة أو ألم عند التبول
...الحاجة إلى التبول بشكلٍ متكرر
...الحاجة الملحة المستمرة إلى التبول
...انبعاث رائحة كريهة من البول.
...ظهور البول بمظهر غائم.
...ظهور صديد أو دم في البول
يمكن أن تقتصر أعراض التهاب الكلى عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين على ارتفاع في درجة الحرارة فقط. أما في حال حدوث التهاب الكلية عند كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، عندها يمكن أن تظهر أعراض إضافية لديهم، بما فيها الارتباك العقلي والكلام المختلط. هذه الأعراض ليست قائمة شاملة، وقد تختلف من شخص لآخر وتعتمد على سبب التهاب الكلى ومدى تقدمه. ينصح بالتحدث مع الطبيب إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
عوامل الخطرالتهاب الكلى
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى، ومن بين هذه العوامل:
...العدوى البكتيرية: الإصابة المتكررة بالعدوى البكتيرية في المسالك البولية يمكن أن تزيد من خطر التهاب الكلى، خاصة إذا لم يتم علاج العدوى بشكل صحيح.
...الأمراض المناعية الذاتية: بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتهاب الكلى اللوبي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى.
...أمراض السكري: يعتبر السكري عامل خطر للتهاب الكلى، حيث أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر سلبًا على وظيفة الكلى ويزيد من خطر التهابها.
...ارتفاع ضغط الدم: يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بالتهاب الكلى، وعادةً ما يكون الارتفاع المزمن في ضغط الدم من بين العوامل المسببة لتلف الأوعية الدموية في الكلى.
...الأدوية والمواد الكيميائية: بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) والمضادات الحيوية يمكن أن تزيد من خطر التهاب الكلى عند استخدامها بشكل مفرط أو لفترات طويلة.
...العمر المتقدم: يكون الشيخوخة عاملاً مساهمًا في زيادة خطر الإصابة بالتهاب الكلى، حيث تزداد احتمالات تدهور وظيفة الكلى مع التقدم في العمر.
...السمنة: يمكن أن يزيد الوزن الزائد والسمنة من خطر الإصابة بأمراض الكلى، بما في ذلك التهاب الكلى
...ضعف الجهاز المناعي. يمكن لبعض الحالات الطبية، مثل داء السكري وفيروس نقص المناعة البشري، أن تضعف الجهاز المناعي. ويمكن لبعض الأدوية أيضا أن تضعف المناعة. وهي تشمل الأدوية التي تعطى للمريض بعد زراعة الأعضاء لمنع الجسم من رفض الأعضاء المزروعة.
...استخدام القسطرة البولية. تستخدَم أنابيب القسطرة البولية لتفريغ المثانة من البول. وتستخدم أنابيب القسطرة أحيانا بعد العمليات الجراحية أو الاختبارات التشخيصية. وهي تستخدم أيضا على المرضى الملازمين للفراش.
...انسداد المسالك البولية. يمكن لأي شيء يبطئ تدفق البول أو يصعب إفراغ المثانة بالكامل أن يزيد خطر الإصابة بعدوى الكلى. وهذا يشمل حصوات الكلى، وتضيق الإحليل، وتضخم غدة البروستاتا.
هذه بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى، ومن المهم مراعاتها واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والتحكم في العوامل التي يمكن التحكم فيها.
مضاعفات التهاب الكلى
التهاب الكلى يمكن أن يسبب عددًا من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. ومن بين المضاعفات الشائعة للتهاب الكلى:
...الفشل الكلوي: يمكن أن يؤدي التهاب الكلى المزمن إلى تلف الكلى بشكل تدريجي مما يسبب الفشل الكلوي، حيث أن وظيفة الكلى في تصفية الفضلات والسوائل من الجسم تتأثر بشكل كبير.
...ارتفاع ضغط الدم: يمكن للتهاب الكلى أن يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، والذي بدوره قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
...انخفاض مستويات البوتاسيوم: في حالة تلف الكلى، قد يصبح من الصعب على الكلى الحفاظ على مستويات البوتاسيوم في الدم بشكل طبيعي، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوياته ويسبب مشاكل صحية.
...انخفاض مستويات الكالسيوم: يمكن أن يؤدي التهاب الكلى إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، مما يمكن أن يسبب مشاكل في العظام والأسنان.
...تراكم السوائل: قد تتعرض الأنسجة في الجسم لتراكم السوائل نتيجة لتلف الكلى، وهو ما يمكن أن يسبب التورم والانتفاخ في الأطراف والوجه.
...مشاكل القلب والأوعية الدموية: قد يؤدي التهاب الكلى إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
...الأنيميا: يمكن أن يؤثر التهاب الكلى على إنتاج الهيموجلوبين في الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا ونقص في عدد كريات الدم الحمراء.
...اضطرابات التوازن الحمضي القاعدي: قد يؤدي تلف الكلى إلى اضطرابات في توازن الحموضة والقاعدية في الجسم، مما يسبب مشاكل في وظائف الأعضاء الحيوية.
...تسمم الدم. ترشح الكلى المخلفات من الدم، وتعيد الدم المنقَّي إلى بقية أجزاء الجسم. ويمكن أن تسبب عدوى الكلى انتشار البكتيريا في مجرى الدم.
...الإصابة بعدوى شديدة في الكلى تسمى بالتهاب الحويضة والكلية النفاخي، وهي حالة تؤدي إلى تدمير أنسجة الكلى وتراكم الغازات السامة فيها، وهي من مضاعفات التهاب الكلية التي تحدث عادة لدى مرضى السكري.
...مضاعفات الحمل. يمكن أن يؤدي التعرض لعدوى الكلى أثناء الحمل إلى زيادة احتمال ولادة الطفل بوزن منخفض.
أما حول مضاعفات التهاب الكلى عند النساء الحوامل فيمكن أن تشمل زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن أقل من المعدل الطبيعي. والجدير بالذكر أن المرأة الحامل تعد أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات في الكلى في حال إصابتها بالتهاب في الكلى.ومن المهم مراقبة وعلاج التهاب الكلى بشكل منتظم للحد من المضاعفات المحتملة والحفاظ على صحة الكلى والجسم بشكل عام.
الوقاية من التهاب الكلى
يمكنك تقليل خطر إصابتك بعدوى الكلى من خلال اتخاذ عدة خطوات لمنع الإصابة بعدوى الجهاز البولي. بالنسبة إلى النساء على وجه الخصوص، يمكن تقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي في الحالات التالية:
...الحفاظ على نظام غذائي صحي ينصح بتناول وجبات غذائية متوازنة تشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.
...التحكم في السكري وارتفاع ضغط الدم يجب مراقبة مستويات السكر في الدم وضغط الدم بانتظام، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ عليهما ضمن المستويات الطبيعية.
...تجنب التدخين وتجنب التعرض للتلوث البيئي يجب تجنب التدخين والتعرض للتلوث البيئي الضار، حيث إن هذه العوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى.
...تفريغ المثانة بعد الجماع. يساعد التبول في أقرب وقت ممكن بعد الجماع على إزالة البكتيريا من الإحليل. وهذا بدوره يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
...تنظيف مكان التبول والتبرز بعناية. احرصي على تنظيف جهازك البولي بعد التبول والتبرز من خلال مسحه من الأمام إلى الخلف. يساعد ذلك على منع انتشار البكتيريا إلى الإحليل.
...ممارسة الرياضة بانتظام ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة الهوائية، لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية والكلى.
...تجنب تناول الأدوية بدون وصفة طبية يجب تجنب تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب، وخاصةً الأدوية التي قد تؤثر سلبا على وظيفة الكلى.
...الفحص الدوري للكلى ينبغي إجراء الفحوصات الروتينية لوظائف الكلى، مثل فحص البول واختبارات الدم، للكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة والتعامل معها بشكل فعال.
...الوقاية من وعلاج الإمساك، حيث يمكن أن يؤدي الإمساك إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
...تجنب استخدام الواقي الذكري المغطى بمبيد النطاف، فمن الممكن أن يساهم مبيد النطاف بزيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
تطبيق هذه الخطوات الوقائية يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الكلى وتقليل خطر الإصابة بالتهاب الكلى والمضاعفات المحتملة.